الاثنين، 26 مارس 2012

حتى لا تغرق السفينه



لقد فشلنا جميعا فى كل اختبارات مادة الديمقراطيه التى لم نمنح لها كتبا او ناخذ بنودا نخطوا ونسير عليها واعتقدنا ان الديمقراطيه فى الحشد والعنتريه وفرد العضلات واللعب على الخطب الرنانه والشعارات الذائفه التى لا تمس الواقع فى شىء ودخلنا امتحانها وخرجت نتيجتها مبكرا ((لم ينجح احدا ))
للاسف فلقد استاثر كل  تيار بنفسه فقط واعتقد وحده انه هو القادر على حل مشكلات الوطن وانه هو الذى جاء ليعيد مجد الامه وحده وان من يخالف فكره وعقيدته ليس الا خائنا واعتقد كل فصيل انه يستطيع ان يتحمل مسئولية قيادة سفينة الامه واصبح الاقصاء هو الشعار الاوحد فى حياتنا السياسيه دون النظر الى سرالتفوق التى جائت به ثورة 25 يناير وهو الالتفاف من اجل المصلحه العامه دون النظر الى الايدولوجيه او التوجه الفى والسياسى
اننا نمر باضيق ممر منذ انطلاق الثوره وهو امر اصبح لا يغيب عن احد ابدا واصبح الكل يفكر فى توجهه الفتره القادمه فالجميع اصبح بين امرين لا ثالث لهم
الاول :-هو ان يتحد الجميع ويبقى الكل فى صف الثوره ويقبلوا التيار الذى خذلهم من قبل والذى ابدى انه واحدا من اضعف التيارات فى اتجاهاته السياسيه خصوصا مع سوء ادراته وحنكته فى التعامل مع الازمات ورؤيته السياسيه الفاشله التى كانت تعتقد بسهوله انها تستطيع مراوغة مجلس عسكرى يخطط له اضل المستشارين علاوه علىمستشار الامن القومى وباحثه فى شان التيارات اكثر من رائعه على هيئه سفيره امريكيه اسمها ((ان باترسون ))
الثانى :- ان يرضى بحكم العسكر والرجوع الى ما قبل 25 يناير ثم يتقبل ما سيؤول اليه الامور من سياسة قمع لن تنال فقط اعضاء تيار واحدا بل ستعاقب كل من شارك فى الثوره وكان له دورا او  قال كلمة حقا لم يخشى فيها غيرالله وستشهد اشياء لا اريد حتى ان اذكرها
اعتقد ان كل منا يستطيع ان يقرر وحده ماذا سيفعل وهو يضع امامه المقترحات لما قد يحدث نهاية لتلك الازمه ولكن عليهان يختار دون النظر الى الماضى بكل ما كان فيه وان يعى خطورة قراره على مصير دوله باكملها
ولكننا علينا ان نتعلم من اخطاء تجربة الماضى القريب وان لا نكررها ابدا حتى لا تتعثر اقدامنا دائما ونقف مكتوفى اليد بدون ان نعرف كيف ندير الامور
اننا نحتاج حاليا ثلاث اعمده حقيقيه لا غنى عنهم لكى نتجاوز هذه الكبوه ونعبرها باقل الخسائرالا وهى الاتحاد والتنازل عن مبدا الانانيه ،، العدل ،، العداله الاجتماعيه واعتقد انها اركان ثابته لدوله قويه تستطيع ان تعبر اى ازمه من ازماتها
الاتحــــــــــــــــــاد ((والتخلى عن مبدا الانانيه )) :-
يروى عن بلدة كانت تعانى من مجاعه شديده فامر حاكمها بان يضع فى وسط القريه خزان كبير ثم اشار على كل اهل القريه بان يحضروا اللبن الذى يمتلكونه ليضع بالخزان حتى يتم استهلاكه بقدر معين حتى تتجاوز القريه ازمتها وتنفرج دون خسائر وعندما رحل الناس عن الحاكم سال كل واحدا نفسه هل ان اتيت بماءا بدل اللبن فى وسط هذا الخزان هل سيظهر ابدا وساشرب معهم وساحتفظ بما لدى فى بيتى وللاسف فى صباح اليوم الثانى وجد الحاكم ان كل ما ملأ به الخزان هو الماء ولقد ماتت القريه باجمعها من المجاعه ،، نعم ياسادة ماتت القريه بمنطق الانانيه وحب النفس وعدم العمل على المساهمه فى حل الازمه سويا وهذا هو حال امتنا منطق حب النفس والامبالاه بحال غيرنا والتنازع على الفتات وحملة الاقصاء والتخوين التى زرعت فينا بواسطة اعمدة الانظمه الفاسده وغياب العقل عن التفكير ولو للحظه فى الوحده الحقيقيه التى قادره على الاطاحه بكل القوى التى لا تستطيع ان تحيا وتعيش الا فى هذا الجو من التشتت ،، اتذكر كلمه قالها رسول الله صل الله عله وسلم فى اخر خطبه له فى ايام مرضه قبل رحيله قال (( ايها الناس انى لا اخشى عليكم ان تشركوا بعدى ولكن اخشى عليكم الدنيا ان تنازعوا فيها كما تنازعوا من قبلكم فتهلككم كما اهلكتهم )) هذه كانت احى وصايه النبى وكانت وصيه خالده مع الزمن ان التحاد قوه وان الفرقه ضعف لذا علينا ان نعود الى اتحادنا سريعا وان ننهى خلافاتنا جانيا حتى يتثنى لنا عبور هذه الازمه



العـــــــــــــــــدل :-
وهو اكبر مقوم من مقومات اى دوله وغيابه هو انهيار تام للدوله وقواعدها وابدا بقول الله عز وجل  ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)) ثم قول رسول الله صل الله عليه وسلم (( انما هلك من كان قبلكم كان اذا سرق القوى فيهم تركوه واذا سرق الضيعف فيهم اقاموا عليه الحد )) فالعدل ان غاب غابت مقومات الدوله وغاب عنها القانون واصبحت غابه ياكل فيها القوى الضعيف ويتلاعب به وتنتشر سوء الاخلاق من غيره وحقد وحسد وكراهيه ولقد كان لامة الاسلام اروع امثله فى العدل ولقد راينا دولتين فى عهدين مختلفين دولة الفاروق عمر ودولة سيدنا عمر بن عبد العزيز كيف كان العدل فيهمها وكيف انت قوة الدوله فيها فالعدل يبرز قوة الامم بل وتقاس الامه بميزان عدلها فها هو الفاروق عمر ينام تحت ظل شجره فياتيه رجلا يهوديا ويراه تحتها فيقول حكمت فعدلت فنمت فامنت وها هوعمر بن عبد العزيز الذى كان لا يغلق بيت المال من كثرة امواله فقال لهم زوجوا كل شباب الامه فلم يغلق ايضا فقال لهم سدوا كل الدين عن اصحابه فلم يغلق ايضا فامر بان ينشر الحبوب على قمم الجبال حتى يتثنى للطير ان ياكل هكذا كانت دوله اقامها عمر على العدل فاصبحت الغنا سمه لها ،،
ان غياب العدل الواضح فى ظل الانظمه الديكتاتوريه والتلاعب بالقوانين التى جعلت لتنصف الاقوياء من دون المحتاجين كانت سبب رئيسى فى خروج الجميع حتى تقام دوله قانون وعدل حقيقيه ياخذ كل واحدا فيها حقه ايا كان ويحاسب المخطا مهماعلى شانه

العــــــــــــــــداله الاجتماعيه :-
وهى احدى بنود دولة القانون والعدل وهى تتمثل فى اعادة توزيع الدخل القومى وتكافؤ الفرص وازالة الفوارق بين طبقات المجتمع وغياب العداله الاجتماعيه كانت احدى اسباب انهيار النظام السابق حيث استفرد رجال دوله بعينهم فى جمع كل خيرات الوطن حتى امتلئت خزائنهم ولم تمتلا نفوسهم واصبح هناك فارق رهيب بين الطبقات ادت الى وجود ازمه حقيقيه ولازلنا نعانى منها حتى هذه اللحظه فهم ايضا فى هذه المرحله يعانون من كل الازمات ولا يعباوون بالتكتلات السياسيه ولا الافكار الليبراليه او العلمانيه او حتى الاسلاميه ما يعنيهم هو لقمة العيش التى يتلاعب الجميع بها ونحذر كثيرا من انتفاضتهم فهناك فرق بين انتفاضه تنادى لدولة قانون وانتفاضه تخرج للحصول على لقمة عيش تحمى من الجوع لذا فوجب العمل سريعا على حل تلك المشكله المتفاقهم فاقامة العداله الاجتماعيه سيعيد لنا الانتماء الذى فقده اغلب المقهورين وسيستشعر الجميع بمفاهيم اكبر من مفهوم لقمة العيش التى يتلاعب بها كل من يعانق الكرسى والمنصب ...

اخيرا اننا لن نستطيع ان نعيش سويا فى ظل هذا الجو من التخوين والقذف والسب والكراهيه والخلافات التى تطيح بكل خطوه نخطوها من اجل التحرر مما افسده الانظمه السابقه والعمل على اصلاح هذا الكم من الفساد والظلم الممتد فى كل ركن من اركان مصرنا ..لــــــــــ احمــــــــــد خطابـــــــــى