الأحد، 3 نوفمبر 2013

عن حقيقة الدنيا اتحدث (4)- الرجاء




-------------------------
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) حديث قدسى

وهنا ياتى معنى اخر من معانى الايمان التى توضح لنا حقيقة حياتنا التى نحياها فى هذه الدنيا وهو الرجاء فى الله وحسن الظن به فلقد ذكرنا فى الحلقه السابقه الخوف لانه يجب ان يسبق الرجاء ولكننا نتحدث عن الرجاء الذى يكمل معنى الايمان فمن خاف الله دون رجاء فيه فقد شطر ايمانه ومن عاش يحسن ظنه دون خوفه تواكل ونسى عمله وفقد شطر ايمانه الاخر ،

فلقد دخل رسول الله صل الله عليه وسلم على شاب وهو في سياق الموت ، ( فقال : " كيف تجدك ؟ " فقال : أرجو الله يا رسول الله وأخاف ذنوبي. فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : " لا يجتمعان في قلب عبد ، في مثل هذا الموطن ، إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف "!!

ولعل السابقون علموا هذه الحقيقه وحقيقة الرجاء فى الله فاحسنوا لانفسهم وعرفوا نعيم عبادة الرحمن بفهم حقيقى لالوهيته ووحدانيته ولذلك عاشوا يرجون منه النصر والتثبت والقبول والغفران ويحسنون ظنهم بربهم الذى خلقهم ،،،

فلما نزل قول الله "إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ "" استبشر عمر بن الخطاب وقال برجائه فى الله وحسن ظنه به انا اكثركم حسنات لانى كنت اكثركم جاهليه وكانه اضطلع على الغيب فعلم ان الله بدل سيئاته ،

انه رجاء لم يضعوا له حدود والرجاء يصنع اليقين فى الله الذى يفتقده اغلبنا فتصل قلوبنا الى حد الزهد فى السؤال او الياس فى تحقيق ما سالنا عليه الله ،،

فهذا رسول الله يهدا روع ابو بكر فى رحلة الهجره وبثبات العارف بالله المتيقين فيه يقول "" لا تحزن ان الله معنا "" ليربط على قلب صاحبه الذى كان يتلفت خوفا على الدعوه وصاحبها !!

سالنى احدهم يوم عن دعوة المظلوم انه يدعى على من ظلمه لسنوات فلا يستجاب له ؟؟؟
فسالته حينما تدعو تعلم ان دعوتك ستستجاب ام لا ؟؟
قال نصيا " لا انا بدعى وخلاص "؟؟؟
فقلت له لن تقبل دعوتك مادام غاب عنها الرجاء الذى يصنع عندك اليقين فى الاجابه ،،،،

فبدون رجاء الله لن يفلح العبد فى عمله وقبوله وفى التوفيق الى الطاعه وفى قبول توبته وغفران ذنوبه فالرجاء شطر الايمان وسبب نعيم الحياه وهو احدى حقائق هذه الدنيا التى نحياها التى اذا عرفنا حقيقة من ندعو ونرجو لما عيشنا لحظة حزن ولا ياس فى هذه الحياه !!!


لـــــ أحمــــد خطابـــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق