الثلاثاء، 12 مارس 2013

عن حقيقة الدنيا اتحدث (3)- الخوف من الله


-------------------------
ابدا بمشهد هو اغرب مشهد هو اخر لحظات لسيدنا عمر بن الخطاب واخر عهده ومحاسبته لنفسه فى الدنيا بعدما طعن ونقل الى بيته جلس معه ابنه عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال له عمر بن الخطاب ضع راسى على الثرى (( التراب )) فوضعها عبد الله على فخذه فقال له سيدنا عمر ثقلتك امك ضعها على الثرى فقال له عبد الله ومال الثرى ومال الارض (( القصد انه لا فارق بينها )) فاصر عمر وقال ضعها على الثرى ثم اشتد فى البكاء وردد قائلا "" والله ليعذبنك الله عذاب شديد او يتوب عليك "" رحل عمر بن الخطاب ضاربا مثلا غريبا فى الخوف نعم الخوف الذى غاب عنا فنسينا حقيقة الدنيا نسينا اننا خلقنا فيها من اجل ارضاء الله من اجل تعمير الاخره وليس تعميير الدنيا ونسيان الاخره ،،

اتذكر حديث لرسول الله صل الله عليه وسلم يقول (إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية)) وقال : ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا )) نعم ولهذا قال الامام احمد بن حنبل كلما عرفت الله كلما ازداد الخوف منه ،،
والخوف لا يكون فقط من اجل الذنوب والمعاصى والاجتراء على الله بل يكون ايضا خوفا على عدم قبول العمل الصالح فلا احد يدرى هل قبل الله عمله ام لا ولذلك يخشى ان لا يتقبل الله منه فلقد سالت عائشة رضي الله عنها رسول الله صل الله عليه وسلم عن قوله تعالى (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) أهو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال (لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه))،
ولذلك قال الحسن البصرى عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية وإن المنافق جمع إساءة وأمنا.

ولكن واسفاه علينا وعلى حالنا فلقد غاب عنا الخوف من الله وغاب عن خشيته واصبحنا نثتكثر عليه العمل واصحبنا لا نخجل بذنوبنا واكثرنا المعاصى واجترئنا وغاب الخوف والبكاء من خشيته ونسينا مصيرنا المحتوم الذى سيقابلنا فى اخر العمر طال الزمان او قصر وهو الموت وطبنا لدنيانا واعتقدنا اننا اصحاب الجنه بقليل عمل لله ونسينا ان الجنه يطلبها غيرنا ببيع نفسه وماله لله نظرنا الى من هم اسؤ منا وقارنا بهم الحال لتطيب نفوسنا على اعمالنا ونثتكرثها على الله فغاب عنا حقيقة واضحه جليه اننا موقوفون بين يدى الله ليحاسبنا على كل اعمالنا وليقرا علينا صفحاتنا التى ملاناها بالذنوب ولم نملاها بالخوف من ان لا تقبل اعمالنا او نلقى بذنوبنا فى النار (( فمن يعمل مثقال ذرة خير يرى ومن يعمل مثقال ذرة شر يرى )) .

الخوف من الله يجب ان يلازم حياتنا يلازم اعمالنا طاعتنا حتى انه يجب ان يتبع ذنوبنا وقتما ننسى ونخطا وياخذنا الهوى فالخوف عقيده وفكر يجب ان نضعه نصب اعيننا انه جزء من معرفتنا لحقيقة الدنيا التى ستزول لا نهايه وقتما يحين دورنا فى الموت الذى لا نفر منه وهو ملاقينا لا محاله !

فمهما احسنا العمل لله فانا مقصرين ومهما أخطانا فإنا بشر !! ولكن دائما ما يبقي ان لا نستكثر العمل فيقل وان لا ننسي الاستغفار فيزداد سخط الله علينا !

لـــــ أحمــــد خطابـــــــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق