الاثنين، 5 أغسطس 2013

اتحدث عن امر الطاعه




لم يفرض الله على عباده الطاعات لتعجيزهم انما فرضهم ليخرجوهم من ظلمات الجهل الى سمو النفس والروح فالهدف لم يكن ابدا فى اجبارهم على امور طاعات لا يقدرون عليها وحينما تجد من يشق على نفسه ويزيد على حملها معتقدا انه يرضى الله فانك تجده يدخل فى كنف الاثمين

فمثلا الصلاه تجد هناك من يسمع الاذان ويهرول الى المسجد كى يصلى بالتكبيره الاولى فهو عمل فى ظاهره رائع فانه يسارع ليرضى الله اما فى باطنه فلقد نهانا نبى الله عنه رحما بنا فقال "" اذا نودى الى الصلاة فلا تاتوها سعيا واتوها مشيا فما ادركتم فصلوه وما فاتكم فاتموه "" فلقد نادنى رسول الله بالذهاب دون الاسراع حتى لا نشق على انفسنا فاذا دخلنا الصلاه لا ندرى ما نقول ممن قد اصابنا من التعب فيضيع علينا رجاءنا الذى كنا نذهب اليه ودعائنا الذى طلبناه من الله ،، حتى فى القيام لم ينادى بقيام الليل كله لانه لم ينسى العبد وراحته بل رغبه فيه وفى بعض اوقاته كى يقوم فيها ويرتاح فى غيرها ،

الصوم نهى رسول الله عن صيام الدهر كله برغم انها فى ظاهره عمل رائع ومسارعة لارضاء الله ولكن نهى النبى عنه ايمانا منه بان فى هذا يشق فيه العبد على نفسه فقد يصل لمرحلة الفتور والتعب من الطاعه التى اقدم عليها فيملها ويكرهها ولقد جاء عنه صل الله عليه وسلم فى حديث الثلاثه الذين تفاضلوا فى اعمالهم فقال احدهم انا اقوم ولا اقعد وقال الثانى وانا اصوم ولا افطر وقال الثالث وانا لا اتزوج النساء فخرج عليهم صل الله عليه وسلم قال الا انا خيركم الا انى اقوم واقعد واصوم وافطر واتزوج النساء فى رساله منه ان ما يفعلونه ليس فيه ارضاء الله انما ارضاء الله فى القدوم الى طاعته التى فرضها على عباده ليسمو بنفوسهم حتى لا يحيوا كالانعام ياكلون ويشربون فقط دون حياه روحيه تسعدهم فى دنياهم ويؤجروا بها فى اخرتهم ودون تعجيزهم من انفسهم ولا من عند الله

حتى الجهاد لم يفرضه الله ليشق على الناس انما شرع الجهاد حفاظا على ارواحهم وحماية لهم ولدولتهم من فتن المنافقين او الاعداء الذين كانوا يتربصون بالدعوه واهلها فشرعهم لهم ليس تعجيزا لهم انما حماية لدولتهم واعراضهم واموالهم !!

فلا يوجد طاعه شرعها الله لخلقه لتعجيزهم انما جعلها الله لهم ليسمو بارواحهم ويخرجهم من ظلمات الجهل الذي كان يجعلهم يسجدون الى الاصنام ويقربهم سويا ويجمعهم على كلمته ويوحد صفوفهم ويهذب نفوسهم ويستمتعوا بحياتهم التى خلقها لهم !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق