الثلاثاء، 29 يناير 2013

عن تجارة الاحلام اتحدث :-






ساخوض سريعا فى ذاكرة التاريخ لابدا بالحديث عن اوروبا فى فترة الحرب الصليبيه حيث كانت اوروبا تعانى من كافة انواع التخلف من جهل ومرض وفقر وغيرها من امور تجعل الحياه بها كالموت والخروج منها حلم لدى الجميع فقير كان او غنى وقتها تعلن الكنيسه عن حرب مقدسه من اجل استرداد القدس وحماية المسحيين المضطهدين هناك وتكون دعوة الكنيسه بحلم الجنه نعم يبيعون الاحلام للبسطاء ،، فملوك اوروبا فى ذلك الوقت كانوا يتمنون ان يسيطروا على كنوز الشرق وخيراتها ولكن كيف يدعمون فكرتهم الخبيثه بتوليفه اسطوريه ببيع الاحلام للبسطاء احدثهم عن الجنه التى ستنتظرهم وفى وجود الفقر والجهل والمرض والموت يكون الجنه حلم سهل بيعه وسهل التروييج له خصوصا ان الخروج من اوروبا كان حلم يراود الكثير فما بالك الخروج الى الشرق وخيراته او الى الجنه التى تاجرت بها الكنيسه فى هذا الوقت ،،

وبعدما خرج كل البسطاء الذين ضحك عليهم وبيع لهم الاحلام اتدرى ما الذى حدث لهم ؟؟؟؟
وضعوا جميعا فى مقدمة الجيوش والحملات حتى ابيدوا جميعا عن بكرة ابيهم عن طريق جيش صلاح الدين فلقد كانوا اختبارا لقوة صلاح الدين واختبار للطريق حتى يتم المحافظه على الجنود الحقيقيين ..


تجارة الاحلام ظلت هكذا استطيع ان اقول انها كانت التجاره الرائجه لكل الدعوات على الاطلاق التى يستغل بها جهل الناس او يستغل تعصبهم الاعمى ويتم تاجيرهم لهدف او فكره ولكن ليس بالمال انما بالاحلام التى تستطيع عن طريقها ان تسيل لعابه وتاخذه الى حيث تريد وهو مغيب العقل بلا وعى ولا فكر ولا يقر باى شىء فهو اصبح مسيطر عليه بالحلم الذى يراوده فقد يكون للخروج من واقعه او لشراء واقع افضل وان كان فى المجهول (( الاخره )) ..

وبمتابعة التاريخ تجد بيع الاحلام يكون ظاهرا وجليا فى امرين فى الحروب العقائديه التى تسيطر عليها الطائفيه او فى المجتمعات التى يغلب عليها الجهل وتعانى من غياب الوعى والثقافه والفكر ففى هذا الوقت يكون من السهل السيطره على التابعين بتغييبهم عن الحقيقه والسيطره على افكارهم من خلال بيع الاحلام التى ترادوهم والتى تخرجهم من واقعهم الذى يحيونه ...

فمثلا فى الحرب الاجراميه التى شنها الصرب على مسلمى البوسنه وكانت حرب عقائديه لا تعرف الا الحقد والغيره من المسلمين ومحاولة ابادتهم وذلك فقط لاتباعهم الدين الاسلامى فى الوقت الذى تخلى عنهم كل المسلمين فى شتى مشارق الارض ومغاربها ولم تستطيع رسائل على عزت يغوفيتش ان تيقظ هذا الضمير الذى مات فى قلوب احياء المسلمين فى هذا الوقت (( بعيدا عن الخوض فى التفاصيل المذله لنا نحن المسلمين التى لحقت بنا هوان سنلقى به الله وسنحيا به حتى نموت )) ،، فلقد اخلت الكنيسه وقتها كل معانى الانسانيه وافتت بجواز اغتصاب المسلمات من اهالى البوسنه ولقد لقت اكثر من 60 الف امراه بوسنيه.
فلقد قرات لاحدى الكاتبات الامريكيات التى كانت تتابع ما تلقاه المسلمين فى البوسنه فلقد وصفت قصه هى الاسؤ على الاطلاق وهى اغتصاب اسره بوسنيه مسلمه بالكامل مكونه من سيده وابنتها واحفادها حتى ان الحفيده اصغر حفيده كان لديها 4 سنوات فقط ويتم الاغتصاب بدا من السيده امام ابنتها وحفيدتها ثم الابنه امام امها واطفالها ثم الفتيات امام الجده والام وهكذا حتى ان الفتاه الصغيره تم اغتصابها ولم يكتمل عمرها الاربع سنوات !! لا يمكن لرجل عاقل ابدا ان يرتكب ابدا هذه الجريمه حيث ان اغلب من يرتكب جرائم الاغتصاب فى تقارير لمنظمة الصحه العالميه ما هم الا مرضى يعانون من اضطرابات نفسيه !! اما ان يتم ارتكاب هذه الجرائم بهذا الشكل الممنهج ليس الا لوجود حافز قوى استغل فيه هذا الحقد وهذه العصبيه ثم بيع لهم احلام ارضاء الاله والمسيح ومعاقبة من يعادونه وكل من يعقل فهو براء من هذه الجرائم التى ترتكب فقط من اجل اهواء بعض الاشخاص ويسيطرون على عقول بعض الجهلاء بان يمنوهم ببعض الاحلام التى فى الاخير يجدونها هباءا منثورا ليس لها اى شىء من الواقع ..


اخرج بعيدا عن هذا الواقع المرير لاتحدث عن واقعنا اليوم الاشد مرارة فى سوريا ففى سوريا انتقلت الثوره السوريه العظيمه التى خرجت لتسقط نظام الاسد النظام الدموى الذى اعتاد على الدم منذ والد هذا الحقير حافظ الاسد من سلميتها ومن فكرة اسقاط نظام حولها هذا النظام المجرم الى حرب طائفيه اظهرت هذا الحقد الدفين الذى يحملوه العلويين لاهل السنه تحديدا والعجيب وليس غريبا على العلويين واغلب طوائف الشيعه الذين يتبعون الهوى ويساقون كالحمير ليصبح نسائهم مثلا اهل لمتعة شيوخهم ارضاءا لله عز وجل على قدر قولهم (( وهذا ما هو الا دعوة الباطل )) والعجيب انك تجدهم يستميتون من اجل رؤساء هذه الطوائف وذلك لاننا كما قلنا فى المجتمعات المتخلفه التى يغيب عنها الفكر وينتشر فيها الجهل يستطيع ان تسيطر على فكرهم عن طريق بيع الاحلام وان تمنيهم فبسهوله يستطيع ان يحوله من قاتل الى احد انصار سيدنا على بقتل ابناء من خذلوه من قبل ليصبح القتل عنده لذه يستمتع بها لانه بجهله لا يعتقد انه يرسى هذا الديكتاتور الذى يستغله هو واهله فيما بعد انما هو من اجل رضا الله عنه ؟؟
وفى الاخير سيجد نفسه بفضل الله وعونه لم يكن الا اداه فى ايدى ديكتاتور سيتركهم ويرحل فهو لا يعرف الا الواقع اما الاحلام التى شبعوا بيها وروت نفوسهم ما هى الا اوهام ستنتهى حتما يوم يكون بقضبة جنود خروجوا من اجل الحريه وحماية الاحياء والارض من عبث العابثين ..

اخيرا ساتحدث عن واقع مصر مثلا بعد الثوره :-
فما اكثر تجار الاحلام فى بلادنا فللاسف مصر وغيرها من دول عربيه تحتاج لكثيرا من العلم كى تتحرك نحو البناء والتعمير وتتحرك نحو التقدم والرقى فللاسف نسبة الجهل (( الجهل وليست الاميه )) هى اكثر ما يواجهنا الان فلقد غيب العلم عندنا بفعل فاعل شارك فيه قوى داخليه كانت متمرسه فى هذا من اجل اقامة اعمدة الديكتاتوريه او عن طريق دول اخرى تعلم ان تقدمنا ورقينا هو نهاية لوجودها فى اراضينا ،،
ولهذا اصبح من يستطيع ان يبيع الاحلام فى بلادنا هو الاقدر على الوجود والاستمرار وحينما توجه الناس الى الحقيقه تصنف بشكل غير حقيقى عن فكرك او توجهك لانك لا تسطتيع مطلقا ان تقتل الحلم الذى بيع له واصبح يداعبه خصوصا فى حالنا نحن من فقر وبطاله وفوضى وغياب لاقل مقومات الحياه فالحلم اصبح الشىء الوحيد الذى يتمناه المرء لنفسه ويمنى به النفس ويخشى ان يصدق الواقع حتى لا يفقد الحلم الذى بات ينتظره اما برقى وازدهار وغنى دون ادنى عناء او بالجنه ونعيمها دون ادنى تعب او عباده!!

ان الاحلام لا يمكن ان تكون بلا ثمن حقيقى او بدون تضحيه بالعمل والفكر والمال ولا يمكن ان يكون هناك حلم نبيل ويكون ثمنه فبيح كالدفع للقتل او الاغتصاب او الهمجيه او الوحشيه او التصادم والتناحر والمغالبه فالاحلام يلزمها تضحيه فمثلا عندنا الجنه اراها فى حديث رسول الله صل الله عليه وسلم لابنته حيث قال (( اعملى ياابنتى فلن ينفعك اباك من الله شىء )) فالجنه لا تاتى بلا عمل وبلا عباده وبلا عناء ،، وحلم تحقيق فكره واقامتها لا تاتى فقط بنصرة الاشخاص بل تاتى بنصرة الفكره عن طريق الايمان بها وتصديقها وتطبيقها بنفسك اولا لتكون انت اله اعلاميه لها فعيسى العوام لم يحارب من اجل صلاح الدين انما حارب من اجل عروبته وارضه وعرضه حتى ضد من يتبعون مذهبه لانه ساير الحلم الحقيقى وساير الفكره القويمه ولم يساير العصبيه فهو راى وجه الحقيقه وبناء عليه سايرها
فهكذا الاحلام الحقيقيه وليست الامانى التى تبنى على الوهم والخداع ويغيب فيها العقول وتصل بالانسان الى افعال لا ترتكب حتى بين الحيوانات ...

لــــــــــــــ احمــــــــــــد خطابـــــــــــــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق