الثلاثاء، 29 يناير 2013

خطبتى من صلاة الجمعه بمسجد محطة سيميتار براس غارب البحر الاحمر




ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونسترضيه ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد ان لا اله الا الله صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده واشهد ان محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ادى الامانه ونصح الامه وكشف الغمه وجاهد فى الله حق جهاده حتى اتاه اليقين عرضت عليه الدنيا كلها فقال جملته الشهيره والله ياعمو لو وضعت الشمس فى يمنى والقمر فى يسارى على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله او اهلك دونه (( ياايها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تسائلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا )) ثم اما بعد ،،

ونحن اليوم نحتفل بذكرى ميلاد رسول الله صل الله عليه وسلم تعانى الامه من كل شىء ومن كل انواع المهانه والظلم ففى سوريا وفى مالى وفى فلسطين وفى حالنا من انتشار الامراض وغلو الاسعار فهل نحن مسؤولون عن ما يحدث ؟؟ نعم فلقد اجابنا القران الكريم عن هذا حيث قال الله جل فى علاه (( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )) روى عن عمر بن الخطاب انه ارسل سريه للجيش فجاءه
رسول فبشّره بالنّصر فسأله عمر بن الخطاب متى بدأ القتال ،، فقال قبل الضّحى
فقال متى كان النّصر ؟ فقال قبل المغرب!!
فبكى سيدنا عمر حتى ابتلت لحيته .
فقالوا يا أمير المؤمنين نبشرك بالنصر فتبكى!
فقال رضي الله عنه :
"والله إنّ الباطل لا يصمد أمام الحق طوال هذا الوقت إلا بذنب أذنبتموه أنتم أو أذنبته أنا".
واضاف قائلا نحن أمّة لا تنتصر بالعدة و العتاد و لكن ننتصر بقلة ذنوبنا
نعم احبتى فى الله فنحن مسؤولون عن كل ما يحدث لذا فوجب علينا العوده والرجوع الى الله ووجب علينا تقوى الله ومراقبة انفسنا فى كل شىء
فاتقوا الله يامعشر المسلمين فتقوى الله عدة من كل شدة وحصن امين فى كل دخل وجنة من عذاب الله ،، ولقد خلقنا الله ويعلم جيدا ضعف نفوسنا ويعلم كم اننا معرضون للذنوب والعصيان والتقصير فى الواجبات التى فرضها علينا لا لشىء انما رحمة بنا فلا فرض له الا وله فضل به علينا بل وان الطاعه والعصيان ياتوا بالهام الله فيقول الله (( فالهمها فجورها وتقواها )) وهذا ما يجعلنا نردد فى كل صلاة (( اهدنا الصراط المستقيم )) فهل هناك صراط مستقيم اكثر من وجودنا بالصلاه نعم احبتى فالمقصود هو طلب عون الله ان نظل على طريقه وان نموت عليه )) ولذا كان رحيما بنا حيث جعل الحسنات مضاعفه ولم يضاعف السيئات حيث قال (( من جاء بالحسنه فله عشر امثالها ومن حاء بالسيئه فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون

وفى صحيح بخارى عن بن عباس قال قال رسول الله (ص) ان الله كتب الحسنات والسيئات فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنه كامله ومن هم بحسنة فعملها كتبها الله عشر حسنات الى سبعمائة الى اضعاف كثيره فان هم بسيئة فلم يعملها كتب له حسنة كامله فان عملها كتبت له سيئه واحده ))

ولقد جعل الله المكفرات للذنوب كثيرا وكانه يعلم حالنا ويعلم ما سنصبح عليه فلقد قال صل الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح (( الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعه ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهم اذا اجتنبت الكبائر ))
وان للتوبه والاستغفار من الذنوب كثيرا من الفضائل وكثيرا من نعم الله علينا ،، فلقد جاء رجل للامام الشافعى يساله عن ضيق الحياه (( فقال له استغفر الله )) فجاءه اخر يساله عن قلة المطر (( فقال له استغفر الله )) فجاءه اخر يساله عن عدم الانجاب (( فقال له استغفر الله )) فساله تلاميذه العله مختلفه والدواء واحد فقال لهم الم تسمعوا قول الله (( وقلت استغفروا ربكم انه كان غفار يرسل السماء عليكم مدرار ويرزقكم باموال وبنين ويجعل لكم جنت ويجعل لكم انهارا ))
ومن نعم الله ان الله ينتظر دائما العوده اليه ودائما ما ينتظر توبتنا ورجعونا فلقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم (( ان الله يبسط يده ليتوب مساء الليل ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل )) هكذا رحمة الله التى لا تنقطع .
حينما نطالع السيره لنتعرف كيف كان يعودوا الناس الى الله وكيف كانوا يتوبون فاننا نصتدم بواقعنا المرير فلقد كانوا يعرفون معنى التوبه ومعنى الرجوع الى الله ولذلك نروى ثلاث قصص عن الرجوع والتوبه

اولها السيده الغامديه التى زنت وذهبت لرسول الله لتعلمه انها زنت وانها حملت من الزنا فقال لها المصطفى محمد ارجعى فانجبى ثم تعالى لتطبيق الحد والنبى كان يريد ان يجنبها مصير الموت رحمة بها فانها ان ذهبت وماتت موتة طبيعيه فانها تكون ماتت لعلة سمح بها رسول الله الذى لا ينطق الا من وحى ولم يعتقد انها سترجع ولكنها بعد الولاده جاءته فطلب منها ان ترجع لتفطم الطفل على امل ان لا تعود والفكره هنا فى فكرة الاصرار على التوبه والتطهير وان كان الثمن هو الموت ولكنها عادت ثلاث سنوات تاتى النبى ويرجعها ثم تعود انه الاصرار على التوبه اخوتى فى الله ..

وهذا هو الامام احمد بن حنبل الذى ذهب لقضاء فريصة العمره فوجد رجل قاطع طريق يغتصب النساء ويسرق القوافل وياتى كل المحرمات الا انه وجده يصلى فساله عن السبب (( فقال وجدت كل الابواب بينى وبين الله مغلقه فاردت ان اترك بينى وبينه باب )) فانكر عليه هذا وزجره ومشى ثم عاد بعد 7 سنوات فوجد رجل يتعلق باستار الكعبه ينادى ويقول سامحنى يارب اغفر لى يارب ارحمنى من عذابك فصعق حين وجده انه هو قاطع الطريق وعندما ساله قال الرجل كنت اشرب الخمر وفى طريق الى امراه ازنى بها فسمعت رجل من عباد الارض يقول (( الم يان للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله )) فلم اتكالك اعصابى من هول ما سمعت وسقطت منى الخمر وقلت للسماء ان الان يارب نعم انه شعر بالنداء وكانه له هو فلقد اتى رسول الله صل الله عليه وسلم بتلك الايه من اجله نعم احبتى فى الله فلقد كان لله فضل علينا ان جعلنا من المؤمنين فعلينا ان نتجه الى الله وعونه وامنه ونتوب اليه ونستغفره وتخشع قلوبنا لذكره ، فقال احمد بن حنبل (( ترك بينه وبين الله باب ففتح الله له كل ابوابه ))
واخيرا هو عمر بن عبد العزيز فاننا لا نعلم عنه الا عدله الذى نتحاكى به فلقد كان بيت المال فى عهده لا يغلق حتى انه سد ديون كل المسلمين وزوج كل الشباب وظل بيت المال لا يغلق حتى قال ابذروا البذور على سطوح الجبال حتى لا يقال ان الطير جاع فى عهد عمر بن عبد العزيز وكان الذئب فى عصره يحرس الشاه ولما سال عن السبب قال اصلحت بينى وبين ربى فاصلح ربى بين الذئب والشاه وحينما اكل الذئب الشاه علم الناس ان عمر بن عبد العزيز مات هذا ما نعرفه ولكننا لا نعرف عن ما سبق فلقد كان يحيا عمر بن عبد العزيز حياة مرفه كان يلبس ثوب الحرير وبعدها بقليل يستشعر خشونته فيبدله الا انه تذكر هول اول ليلة فى القبر نعم يالهول الامر الليلة التى نتناسيها جميعا كى نستطيع ان نحيا تذكرها فنسى الدنيا ولبس ثوب جده وعاش به الى ان مات هذا هو العقل ان نعود ونرجع الى الله ونعلم حقيقة الدنيا وانها سنتهى لا محاله .

لذا احبتى اريد ان اخبركم ان طريق التوبه مفتوح وسهل ودائم ولا تجعلوا لاحد يصعبه عليكم ويثقل عليكم الهموم ويخبركم بقلة عقل انه لا سبيل للتوبه ولا سبيل للرجوع الى الله فاولئك لا يعلموا شىء عن رحمة الله ولا يعلموا شيئا عن حقيقة الاسلام وسماحته فالتوبه دائما احبتى الا فى موضعين :
1-وقت شروق الشمس من المغرب
2-وقت الموت فوقتها ترى كل ما بشر به النبى حيث يقول الله (( فكشنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )) فلا تجعلوا لاحد ان يثبت همتكم ويزايد على الحق ويبعدكم عن طريق الله والتوبه والعوده والرجوع

كان رسول الله صل الله عليه وسلم يستغفر فى اليوم اكثر من مائه

ربى لك المحامد والمدائح كليهما بخواطرى وجوارحى ولسانى ولك المحامد ربنا حمد كما يرضيك لا يبلى مع الازمانى ملا الاسماء والارض حمدا بغير نهاية بزمانى وعلى رسولك افضل التسليم منك واكمل الرضوان صل الله على النبى محمد ما ناح قمرى على الاغضان
الا ياصاحب الهم ان الهم منفرجا ابشر بخير فان الفارج الله
الياس يقطع احيانا بصاحبه لا تياسن فان الكافى الله
اذا بليت فثق بالله وارضى به فان الذى يكشف البلوى هو الله
والله مالك غير الله من احد فحسبك الله فى كلا لك الله

يقول رسول الله صل الله عليه وسلم (( ان الله اشد فرحا بتوبة احدكم سقط على بعيره وقد اضله وعليه متاعه فى ارض قلاه )) فهكذا هو فرح الله بعودتنا ورجعونا اليه كالرجل الذى وجد بغيره بعدما تركته واخذت متاعه فجلس ينتظر الموت حتى عادت اليه فقال من شدة فرحه اللهم انا ربك وانت عبدى )) شدة الفرحه اربكته فلقد وجد الحياه بعدما كان ينتظر الموت الذى سيقضى عليه
وكما قلنا ان التوبه دائمه وان الله ينتظر رجعونا دائما علينا ان لا نتتصغر الذنوب وان لا نقارن افعالنا بالاخرين معليين اننا اقل بكثير من ذنب فلان او فلان فلقد قال انس بن مالك (( انما ذنوبكم التى هى فى اعيونكم ادق من الشعر كنا نعدها فى عهد رسول الله من الكبار )) يقول هذا للصحابه واناس حضرة رسول الله فكيف حالنا نحن ...؟؟ فلا تصتغروا الذنوب ابدا
وللتوبه شروط اذا كانت بينك وبين الله يكون شروطها
1- الاقلاع عن الذنب
2- الندم عليه
3- العزم على ان لا اعود اليه
وان كانت بينك وبين العبد فوجب عليك ان ترد مظلمة العبد حتى يرفع عنك الذنب فلقد جاء رجل لرسول الله صل الله عليه وسلم يساله اان ذهبت للجهاد بمالى ونفسى اادخل الجنه فلم يرد النبى فكررها عليه ثلاثه حتى انتهى الرسول من الصلاه فقال من سالنى فقال الرجل انا فقال ماذا سالت فقال ((اان ذهبت للجهاد بمالى ونفسى اادخل الجنه )) قال نعم الا الدين .. اى وجب عليه سداد دينه على الناس .
واخيرا نبشركم بقول رسول الله صل الله عليه وسلم (( ما من رجل يذنب ثم يقوم ويتطهر ثم يصلى ركعتين ثم يستغفر الا غفر له ))

واذكركم بقصة رجل من بنى اسرائيل عبد ربنا 40 عاما وعصاه 40 عاما ثم نظر الى السماء فقال (( يارب عبدتك اربعين وعصيتك اربعين فهل لى من توبه فجاءه النداء عبدتنا اربعين فقربناك وعصيتنا اربعين فامهلناك وان رجعت الينا قبلناك )) يااااه لعظمة الله فلقد قال له امهلناك ولم يطرده فى حالة العصيان وهذا هو معنى رحمة الله وانتظاره لرجعونا فى كل لحظه وفى كل وقت ..

فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الامانى ،، اللهم اغفر للمؤمنين والمومنات الاحياء منهم والاموات انك ياربى سميع قريب مجيب الدعوات اللهم ارحمنا واغفر لنا وهون علينا سكرات الموت وعذاب القبر واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه واسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العلرض عليك اللهم انصر اخواننا المجاهدين فى كل مكان فى سوريا وفلسطين وبورما واعز الاسلام ووفقنا الى ما تحبه وترضاه ...


اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم فما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطا او نسيان فمنى ومن الشيطان
واقم الصلاه

خطبتى من صلاة الجمعه
بمسجد محطة سيميتار براس غارب البحر الاحمر
25/1/2013
لـــــــــ احمـــــد خطابـــــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق