الاثنين، 28 يناير 2013

الهوى




الهوى !!

لا ابالغ حينما اقول انها احدى اكبر مشكلات العصر هو ترك الناس البحث عن الحقيقه والتفكير فى الواقع لتصبح حياتهم هو التلقيين فقط والحكم والسعى وراء الاهواء والمشاعر ..

سابدا بسيدنا داوود الذى اراد الله ان يعلمه اهم درس من دوس الحياه ودروس الحكم حيث كان فى محرابه وتسوروا اثنين عليه المحراب وهو قائم بين يدى الله ثم قص احدهم القصه بان شقيقه له 99 نعجه وهو يملك نعجه واحده وان اخوه اراد ان ياخذ النعجه الباقيه غصبا عندها حكم سيدنا داود بانه قد ظلم اخيه حتى بدون ان يستمع الى الطرف الاخر وحتى بدون ان يتيقن من صدق الاول ولذلك شعر باننه اخطا فتاب الى الله وسجد له تائبا له
(( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿٢١﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴿٢٢﴾ إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴿٢٣﴾ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ )) ..

وهذا هو اكبر خطا قد يقع فيه المرء ان يتبع هواه فى الحكم او ان يتبع كلاما مرسلا بدون ان يتاكد او يتحرى عن الحق والصدق انه يعمل العاطفه على العقل وهذا اخطر شيئا نعانيه الان فلقد قال له الله معاتبا ومعلما ((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )) فلقد اخبره الله عن اتباع الهوى فيه الضلال والانحراف حتى عن طريق الله الذى لا يعرف معنى الهوى ويغلب دائما العقل والتفكير الذى دعا اليه الله عباده دائما حيث يقول الله ((انَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) اتى بالتفكير فى شئون الحياه وخلق السموات والارض بعد ذكر الله وعبادته ليخبر ان التفكر فى الخلق هو احد اركان عبادة الله ..

واتباع الهوى لا يكون فقط فى الحكم بين الناس انما هو فى كل امور حياتنا فان من يتبع هواه دائما ما يهلك ويسير بعيدا عن طريق الله فالهوى ياخذ الى حيث تحب النفس ودائما ما تهوى المحرمات ليس الا حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم (( حفت الجنه بالمكاره وحفت النار بالشهوات )) .. فتغييب العقل نهائيا واتباع الهوى هو بدايه حقيقه لانهيار الامم فلم تجد مثلا امه تسير قلوبها وتغيب عقولها تصل الى بر الامان انما تتقدم الامم بعقول اصحابها ... بل ان عبادة الله بدون علم وتفكر وبحث هى عباده خاويه يلزمها مراجعة النفس والعمل على اعمال العقل وعبادة الله بيقين .....

ان اتباع الهوى على حساب العقل واعمال المشاعر فى اتباع من هم يحسنون صباغة اشكالهم على حسب جذب الناس اليهم وقلة البحث والتفكر لهى اكبر المشكلات التى نقابلها االيوم وان التحول سريعا الى البحث واعمال العقل فى كل الشئون التى تمسنا وعدم السير وراء الهوى الا بعد التحقق جيدا مما سمع لهو السبيل الحقيقى لاصلاح ما افسدته القلوب فى اتباع انصارها بدون لحظة شك فى قولهم او فى افعالهم وان كانت مخزيه حتى فى واقع عقولهم ...

لـــــــــــ أحمـــــد خطابــــــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق