الاثنين، 28 يناير 2013

هل ستظل فقط شعارات !!




هل ستظل فقط شعارات !!

كنا اطفال نتعلم ونتلقن دروسنا ونسمع ابائنا وامهاتنا واساتذتنا عن شؤون الحياه ومبادئهم التى يحيون بها وعليها ويعيشون من اجلها ونعد فهم كانوا يحدثونا عن العطاء فيحدثونا عن الصدقات مثلا واننا يجب ان نكون سباقين دائما بالعطاء وان الصدقات لا تقلل من اموالنا ثم يرددون علينا قول الله (( وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ )) و
كانوا يحدثوننا عن الرزق انه مكتوب فى السماء والعمل ما هو الا سبب من اسبابه وليس مرتبط بالرزق ويتلون علينا قول الله (( وفى السماء رزقكم وما توعدون )) ويرددون كلام الامام حسن البصرى حينما قال (( علمت ان رزقى لم ياخذه غيرى فاطمئن قلبى )) ثم حدثونا عن التفاؤل والامل والحياه استطيع ان اقول ان تلقينا كل درةس الحياه وحفظناها عن ظهر قلب ...

كنا لازلنا اطفال لم نحتك كثيرا بالحياه نرى الكون رائعا نعشق اسلامنا الذى ينادى بالحياه حتى كبرنا لنبدا رحلة الحياه لنطبق كل شىء حفظناه عن ظهر قلب ثم نتصطدم بهذا الواقع الذى نراه عند اقرب الناس الينا ونراه فى الجميع الا قليل مما رحم ربى نرى انهم لم يلقنونا عقيده ويقين يؤمنون به ويطبقونه فى حياتهم انما كانت شعارات يمنون بها النفس ويحاولون ان يمنحوها لنا لعلهم يريدونها تستمر فى الحياه حتى ان لم يطبقوها .. فلقد كبرنا على حقائق وليست شعارات فالصدقه تحولت الى (( ما يحتاجه البيت يحرم على المسجد )) وهى اكبر دعوات الانانيه التى راينا كثيرا يتبعونها ثم راينا هذا الشعار الذى يتحدث عن الرزق يتحول الى صراع حقيقى وينتهى بداخل الصراع شعار ان رزقك فى السماء لم ياخذه غيرك ليبقى الشعار الاصدق والابقى (( انا عبد المامور )) لان فى الطاعه العمياء يكمن الرزق ثم نجد كم الياس والاحباط والخوف الدائم من المستقبل ويستعجبون من نظرتنا المتفائله برغم ان نظرتنا اتت من ما فى نفوسنا مما حفظنا منهم ولكنهم ينسون لانها مجرد شعارات يصبرون بها النفس لا يؤمنون اغلبهم بها ؟؟

كنت اناقش زميلى فى الكليه التى كنت اكرها بفضل الله فقال لى ما الذى نحتاجه كى نعود الى سابق عهدنا ؟؟

فقلت له ليس بكل ما ترى من دعوات اسف ان اقول ان اغلبها كاذبه لم تخرج من قلوب صادقه انما خرجت من اصحاب اهواء اغلبهم يلهث وراء المال لم يصدق الله فى القول فلم يصدق الله قبوله فى نفوس الناس وليس بالصلاة والصوم والزكاة والحج وحدهم ولكننا نحتاج شيئا واحد يفتقده اغلب من يتبع هذه الدعوه العظيمه نحتاج الى اليقين والعقيده ان يكون ايماننا بدعوتنا بيقين وعقيده حقيقيه ان تكون صلاتنا بيقين ان يكون صومنا بيقين اقولها بصراحه ما ينقصنا هو اليقين والعقيده التى يجب ان نتبعها ونؤمن بها ونصدقها فى كل اقوالها لا تكون شعارات فقط نرددها وقت الحاجه اليها وعند اقرب موقف ننساها سريعا وقد نقبل الحرام لن العقيده مختله او ضعيفه او غير موجوده ..
كنت انظر دائما الى حال من سبقونا بهذه الدعوه الى حال صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم كيف عاشوا بهذا اليقين وكيف صدقوا هذه الدعوه وكيف ملات قلوبهم اتذكر حينما نزل قول الله جل فى علاه
{ الـم . غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ }
فلقد اختبرت الايه عقيدة اصحاب محمد فالعقل لا يقبل ابدا ان ينتصر الروم على الفرس بعدما هزوموا منهم والاغرب انه فى بضع سنين خصوصا ان الاستعداد للمعارك بيحتاج كثيرا من الوقت من اجل العده للحرب وحينما سمع ابو جهل السوره ضحك وكذب ما قال محمد صل الله عليه وسلم فقال له ابو بكر الصديق اتراهننى فاتفقا سويا ثم ذهب ابو بكر الى منزل ابو جهل ليطلب منه ان يضاعف المبلغ ويضاعف السنين المتفق عليها لنصر الروم هذا هو اليقين وهذه هى العقيده ايمان صادق بما يقول بدون حتى استيعاب العقل للامور ..

ونتذكر جميعا رحلة الاسراء والمعراج حينما ذهب الكفار الى ابى بكر يقولون له ياابا بكر لقد جن صاحبك يقول انه ذهب للمسجد الاقصى ليلا (( وكان السفر يستغرق ما بين شهرين او ثلاثه )) فقال بدون ادنى علم عما حدث ان قال كذلك فقد صدق والله ان قال انه صعد السماء السابعه لصدقته انها عقيده ويقين تربوا عليه واصبحت لحياتهم معنى حقيقى يؤمنون به ويسعون لتحقيقه ،، واخيرا اذكر حينما باع اعرابى فرس الى رسول الله صل الله عليه وسلم ثم ذهب رسول الله ليعطيه ثمنه وفى الطريق زاد احدهم ثمن الفرس للاعرابى فقال للرسول انه يريد الفرس لبيعه فقال الرسول اولم ابعه لك فقال الاعرابى والله ما بعته لك فقال النبى بلى وقد بعته فطلب شهيدا بينه وبين رسول الله صل الله عليه وسلم فاتى الصحابه يرددون على الرجل ان النبى لا يقول الا الحق حتى اتى خزيمة بن ثابت واستمع لنبى الله فقال انى اشهد انك قد بايتعه وحينما انصرف الجميع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا خزيمة إنا لم نشهدك، كيف تشهد؟ قال أنا أصدقك على خبر السماء ألا أصدقك على ذا الأعرابي . انها العقيده التى صلحت حالهم واتبعوها ولم تكن الا جزء لا ينفصل عن كل معتقاداتهم وافعالهم وحياتهم ولم تكن يوما شعار يصدقونه وقت حاجتهم اليها ثم ينكرونها مع اول اختبار حقيقى للحياه ..

ان ملازنا اليوم فى عقيدتنا وايماننا بها وتحركنا نحو ديينا الحنيف بعيدا عن الاهواء وبعيدا عن الشعارات التى ملات اوطاننا فقط ولن نستفيد بها فى يوم من الايام واستفاد من اصولنا غيرنا ونجحوا فى حياتهم وبنوا حاضرا لانفسهم ،، ودعونا نصدق جميعا ان العقيده التى يؤمن بها كل منا قد تسمو بحياته وتجعلها ذات قيمه وايماننا الصادق بما نفعل ويقيننا به سيغير كل اوجه الحياه !!

لــــــــــــ أحمـــــــــد خطابـــــــــــــــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق