الاثنين، 28 يناير 2013

يصفك بما فى نفسه هو




من الطبيعى
ان يصف المنافق الكل من حوله بالنفاق
وان يصف الافاق الكل من حوله بالرياء
وان يصف الكاذب الكل من حوله بالكذب
وان يصف الفاسق الكل من حوله بالفسق
وان يصف الصالح الكل من حوله بالصلاح..

نعم انها طبيعة البشر ان يصف الرجل حال الناس من الحاله التى يحياه ويعيش فيها فلا يمكن ان يرضى الرجل الا عن من هم يمثلون نفس الفكره او العقيده او المله التى يتبعها او الحاله التى يحيا بها فلقد قال القران مثلا (( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم
ْ ))

ولذلك فلقد تحول الكفار بعد بعثة محمد من تسميته للصادق الامين الى اتهامه بالسحر والكذب والشعر والافتراء فلا يمكن ان يرضوا عنه ابدا مداموا يخالفونه فهذه طبيعة البشر ولذلك يجب ان يصفوه من خلال واقعهم الذى يحيونه من الكذب والافتراء

وفى روايه ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع صحابته بالمسجد ... وعادت قافلة التجار من العراق .... فدخل احد العائدين الى المسجد ... وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بغداد واهلها .... فقال الاول اهل ذنوب ... يومهم معصيه وربا وحرام ... وليلهم زنا وخمر ولهو .... فقال الرسول صدقت .... وقال الثانى اهلهم اهل تقى وعفاف ... يومهم عمل وعباده ... وليلهم قيام وصلاه .... فقال له الرسول صدقت ... فسأله عبدالله بن مسعود رضوان الله عليه ... ان كلامهم مناقض للاخر ولكن اجابتك واحده للرجلين وشهادة لهم بالصدق ... فاجاب الرسول صلى الله عليه وسلم ... كلا يحكى عن حاله وكلاهما صادق

ويقول علماء النفس جزء مما تتحدث به عن الاخرون يعبر عن حالك انت وشخصيتك انت وهى مقوله صحيحه مائه بالمائه فمن يصف الناس ويرميهم دائما ما يصفهم من واقعه الذى يراه ويحياه ...

ولذلك لا تشغل بالك بما يقال عنك وبما ترمى به بالباطل وبما يحاول من يصبغون انفسهم فى صورة الارباب والاولياء الصالحين وبما يفترون عليك بهتانا وزوا فانه من واقع حقدهم فقط عليك يصنعون ذلك ويتمنون لو يجرونك الى واقعهم حتى تتساوى معهم كما كان يقعل الكفار مع رسلهم: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتنَا } فهذا هو الحال اما ان تكون مثلهم او يزداد حقدهم عليك او تبتعد عنهم نهائيا ولذلك فلقد كان محمد صل الله عليه وسلم اكثر من تعرض للاساءه بسبب حقدهم عليه وعلى حاله الذى لم يجد رجل فى هذا الكون مثله فلقد كان قرانا يمشى على الارض ،،،

ولهذا عليك ان تستمر فيما انت تريد وتمضى فيه مادمت لا تغضب فيه الله ... فمن يعرف حقا الصلاح ومن تهتم لامرهم ورايهم فيك تاكد انهم لن يقذفوك فى ظهرك ابدا ولم يسيئوا اليك ابدا حتى بالظن لانهم منهيين عن ذلك ولان شئؤنهم تعنيهم اكثر من غيرها وان ارادوا ان ينصحوك فانهم سيخبرونك بكل حب بلا افتراء او اجتراء عليك لانه سيريدون ان تلتحق بركبهم وسفينتهم كى تنجوا سويا لانهم امروا ليدعوا الى المعروف وينهوا عن المنكر ولكن بحسن خلق ولن ينعوا من انفسهم ارباب ابدا يحاسبون الناس من دون الله لانهم يعلمون ان الخطا يلازم البشر وحياتهم ...

وفى الاخير تاكد انه لا يمكن ان يكون هناك جزاء للاحسان الا الاحسان
وان دعوة الحق دائما ما تنتصر حتى وان تحداها الجميع وان الله يظهر اضاغنهم مهما اخفوها ويفضحهم بها فى الدنيا قبل الاخره لذا لا تحزن ممن يسىء اليك فانه يتحدث عما فى نفسه وتاكد انك على طريق صحيح فمن يحقد عليك ويذكرك بالسؤ فى ظهرك دائما ما يكون يصنعه من باب الغيره والحقد ...

اخيرا يقول المتنبى

اذا اتتك مذمتى من ناقصا فهى الشهادة بانى كاملا

لـــــــــــ أحمــــد خطابـــــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق