الاثنين، 28 يناير 2013

واصبر لحكم ربك انك باعيننا




وأصبر لحكم ربك انك باعيننا

كثيرا ما يصيبنا بلاءا كبير ونستشعر وقتها بقسوته ونستشعر بضيق الدنيا علينا وكثيرا ما نسخط منه ونعتقد اننا وحدنا من يقاسى من القدر والقضاء ونردد ما يصبرنا على تلك البلاء وقد نرضى ونصبر احيانا ولكن هل قلوبنا تقر بان البلاء هذا نعمة من الله !!! وانه جاء الينا ليخفف عنا شقاء اكبر !! وان هذا البلاء يحتاج شكر الله عليه !! لكل منا اجابته ولكننى حقيقة قد وجدت اجابه شافيه فى كتاب الله من قصة سيدنا موسى مع نبى الله الخضر القصه معروفه للجميع وساخذ اول قصتين

1- قصة السفينه
(فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ).
استنكر سيدنا موسى الامر لانه شانه شان البشر جميعهم وبرغم معرفته من السماء ان سيدنا الخضر يعلم علما من السماء لذلك اتبعه حتى يتعلم منه ولكن غلبته طبيعتة البشريه استنكر الامر وليس عجيبا على اهل السفينه (( المساكين )) الذين نزل بهم بلاء الله ان ينقسموا طبيعيا ما بين راضيا عن بلاء الله او قد يكون احدهم ملا قلبه السخط او غيره ولكن حين ياتى تفسير سيدنا الخضر ((أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا )) .. سبحان الله لقد نزل امر الله على سيدنا الخضر ليعيب السفينه ليحميها الله لهم ... ابتلاهم الله بعيبا صغيرا فى السفينه كى يحافظ عليها من سرقتها ولعل فى اخذ السفينه غصبا قتل اولئك المساكين .. فلو علم اهل السفينه حكمة الله لشكروه فهكذا البلاء قد يكون شاقا جدا على النفس الا انه لم يبتلى الا من اجلها هى فقط ...

2- قتل الغلام
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا
الحال اصعب من الاول ولقد استنكره سيدنا موسى ولم يعترض فقط ولعل اشقى من عاش بعد هذا الامر هو والدى الطفل فلقد رحل ابنهم الذى يرجونه من الدنيا والذى سعدوا جدا لمولده ولكنهم غالبا رضوا بقضاء الله لان الصلاح كان حالهم وهكذا شهد لهم الله ولكننا نعلم ما معنى ان يفقد اب وام ابنهما امر كبير وقاسى جدا على القلب الا انه امر الله ولكنه لم يكن ابتلاء الا من اجل والدى الغلام فقط فلقد اراد الله ان يقبض ابنهم قبل ان يبلغ فيه العمر الذى يرهقهما فيه وان يجبرهما على الكفر لحبهما له فيتبعونه فيكونون بهذا قد خسروا اخرتهم وخسروا دنياهم فالايمان هو من يصبغ الحياه بالسعاده فاراد الله ان يحميهما من هذا الغلام وان يكتب لهم غيره وان يحمى الغلام من نفسه ايضا رحمة بوالديه ..
((وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ))

ان الله حين يقدر ابتلاء على عبد لابد وان يكون فى هذا البلاء رحمة بالعبد لا محاله فقد لا يراها ولا يعلم مبلغها طبعا ولا يرى فيها الخير ابدا لان نظرتنا للاشياء تكون ضيقه ومحدوده لانها من واقعنا الذى نحياه ولاننا لا نعرف الغيب مثل رب العزه سبحانه وتعالى الذى كتب على نفسه الرحمه واقرها لعباده فلم يبتلى عبداا الا رحمة به ...

ولذلك اذا بليت فثق تمام الثقه انك لم تبتلى الا من اجلك انت ومن اجل ما هو اعظم شانا مما تريد وتتمنى وان الله اراد لك الخير وابتلاك ليعطيك اياه ولكن على نحو يرضاه هو لك ويقدره لك بمقاديره هو فسبحانه عز وجل علا فى شانه وفى امره وحكمه .. فلا تقنط ولا تغضب ولا تسخط من حكم الله عليك وتذكر دائما قوله (( واصبر لحكم ربك انك باعيننا ))


لـــــــــــ أحمــــــــــد خطابــــــــــــــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق