الاثنين، 26 ديسمبر 2011

ارض النفــــــــــــــــــــاق




استوقفنى يوما من الايام فيلم يدعى ارض النفاق وهو من افلام الراحل فؤاد المهندس لقد اصدمت بشىء غريب فاننى وجدت ان كل ما يدور خلال احداث الفيلم ما هو الا الواقع الذى نحيا فيه الان ،،،فسريعا يدور احداث الفيلم على رجل على الفطره ولكنه مضطهد فى كل مكان بيته وعمله وحارته التى يعيش فيها لمجرد انه رجل غلبان حقانى لا حول له ولا قوه يخرج يوما بعد مشاكل يوميه يتعرض لها ولكنه قد فاض به فيذهب ليمشى بعيدا عن كل تلك المشاحنات والقسوه التى يعيش فيها ليجد مكانا صدفة لبيع الاخلاق ويجد رجل عالما قد اخترع حبوبا للاخلاق فيطلب حبوب شجاعه وياخذها ليرجع الى حارته يشاكل الجميع  ويضرب زوجته ويذهب الى احدى النساء التى كانت تشاغله ويسخط على مديره فى العمل ليجد نفسه قد اقترب على خسران كل شىء بيته وجيرانه وسمعته وعمله فيعود ثانيا الى هذا العالم ليطلب منه ان ياخذ شىء ينقذ ما هو فيه فيعطيه حبوب النفاق ولان طبيعة الانسان الطمع فلقد سرق حبوبا كان يعتقدها ايضا للنفاق الا انها حبوب صراحه فاخذها وهو لا يدرى ليتحول السيناريو بطريقة غريبه الى قمة التناقض فى حياة الرجل فبعدما كانضعيفا مهلهلا لا يملك من الامر شىء اصبح يتلون على كل الوشوش وياخذ المراتب فى عمله ويحقق الارباح والاموال لانه اصبح يملك كنزا يسمى ((النفاق )) حتى نقطة التحول حينما ياخذ احدى الحبوب التى سرقها حبوب الصراحه وهو لا يعلم طبعا لتنقلب حياته ثانيا ويعود الى اسوء ما كان عليه الا ان تتبرى زوجته منه وتعتبره مات وحينما يعود الى هذا العالم ليطلب منه حبوب نفاق مره اخرى يخبره العالم بانه لا يوجد وانه حذره قبل ذلك واعطاه كى يصحح اوضاعه فقط ،،يغضب الرجل ويسرق حبوب خلاصة الاخلاق  ويذهب ويلقيها فى مياة النيل فتجد شيئا غريب ان كل ازمات العصر قد انحلت فاصبح هناك شقق سكنيه كثيره للبيع لان اصحاب الشقق التى كانت تستغل للملذات امتنعوا عنها واصبح الصدق والحب يملىء الكون فاصبح الاخلاص والوضوح والنقاء هو اسلوب الحياه بين الناس ولكن واحسرتاه سريعا ما ينتهى مفعول الحبوب لتعود الناس الى ما كانت عليه ..............
للاسف فاننى وجدت هذا هو العالم الذى نحيا فيه وهذا طبيعية البشر الذى نتعامل معهم فالنفاق اصبح وكانه ضروره من ضرورات الحياه فهذا اعلامنا الذى كان ينافق النظام السابق بكل جوارحه وينصره حتى فى مواقفه المخزيه ويصور الباطل فى صورة الحق فاليوم انقلب 180 درجه دون حتى تقديم اعتذار حقيقى عن كل اسائاته فتجد رجلا كتوفيق عكاشه وهو مثال حقيقى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الطويل .((.......وينطق الرويبضه قيل وما الرويبضه يارسول الله قال الرجل التافه يتحدث فى امور العامه ))فهذا الرجل الذى كان يقبل يد صفوت الشريف احد اسوء اعمدة النظام السابق اليوم يسب ويلعن فى هذا النظام وكانه لم يتربى فى كنفه ويخبر بكل بجاحه انه كان يصنع ذلك وينافق النظام حتى يستطيع ان يعيش اى انه يعلم يقينا انه احد المنافقين وان نفاقه هو سبب بقائه ونسى قول الله عز وجل ((قل اللهم مالك الملك توتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شىء قدير ))وغيرهم من الصحفيين الذين كانوا يشعرون باقلامهم فى النظام السابق فبعد الثوره انقلبوا تماما ليشعرون فى الثوره ويطالبون بالقصاص وغيرهم من اعلاميين كعمرو اديب وهاله سرحان كان يستغلهم النظام القديم ليرسم صوره للديمقراطيه والقول الاخر كالاحزاب الكرتونيه التى صنعها هذا النظام والعجب العجاب ان الكتاب الشرفاء الذين طالما وقفوا امام مساوىْ النظام وامام رجال النظام وكانوا عرضة للمسائله فلقد كتبوا بصدق بعض الثوره وبحقنيه وطلبوا فقط محاسبة النظام ورجاله دون مساس واهانه ....
وهاهم اعضاء الحزب الواطى ((الوطنى )) القديم يتلاعبون بكل القيم والاخلاق فليس غريبا عنهم فانهم كانوا يلهثون كاكلاب الضاله وراء الحزب الوطنى ويتمنون ان يكونوا من ابنائه المقربين دون النظر الى اهل دائرتهم والى الخدمات الحقيقيه فيكفى ان يمسحون جزم اسيادهم فى الحزب ويدفعون الرشاوى كى يكونوا من المرضى عنهم فان نزولهم تحت راية الحزب تعنى النجاح والحصول على المقعد وباذن الله سيكون مقعدهم فى جهنم على مشاركتهم فى خراب وطننا ونفاقهم الحكام ونسيانهم الله وعذابه ،،فاليوم اصبحوا يبكون على شهداء الثوره ويرفعون شعارات معا لاستكمال ما بداته الثوره ودائما ما يقفون حدادا على ارواح الشهداء ويبكون بدموع التماسيح ونسوا ان هؤلاء الشهداء ماتوا حتى تتغير تلك الوشوش الغبره ولكن ليس غريبا عنهم فان النفاق اصبح يجرى فى عروقهم مجرى الدم ولا يلهثون الا وراء منصبا زائلا ودنيا فانيه ونسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((انكم لتطلبون الاماره فى الدنيا وتندمون عليها يوم القيامه )) ونسوا ايضا ان الملك كله بيد الله ولن يحكم احد فى ملك الله الا بمرالد الله فلا تامر لاخذه .............
واخيرا ما نراه من نفاق العامه الذى اراه غريبا وغير مبررا فنجدهم مثلا يرفضون رجلا ويكرهونه ويسبونه الا انه مثلا يملك المال فتجدهم اذا وجدوه قابلوه بحفاوه شديده وترحيب غريب وابتسامه تملىء الوجوه فاذا ذهب عنهم قلبوا وشوشهم غضبا وعبسا منه لانهم يكرهونه اذا فما مبررهم فتجد اكثرهم يقول لعلنا ننتفع منه يوما من الايام ونسوا قول رسول الله وتحذيره من زى الوجهين ..........
نعم هذه حقيقة مجتمعاتنا الذى نحيا فيها اصبح النفاق يجرى مجرى الدم فى العروق لاننا نسينا وتناسينا ان الامر كله بيد الله وان ما اصابنا لم يكن يخطانا وما اخطانا لم يكن ليصيبنا ..........
اخير ان تصحيح العقائد والمفاهيم والرجوع الى الله ومراقبة النفس هى الضريبه الوحيده التى يجب ان ندفعها كى تنجح الثوره وان اخلاقنا ان لم تعدل وتعود الى فطرتها فاننا لن نكسب من الثوره الا بعض من زيادة الدخول لتكون نكبه اكبر من اى نكبه ....فاللهم اصلح شاننا كله واغفر لنا وارحمنا وارجعنا الى  دينك وردنا اليه مردا جميلا ياارحم الراحمين............

الفقير الى الله

لـــــــــــ أحمـــــــد خطابــــــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق