الاثنين، 26 ديسمبر 2011

دعوة الاسلام للتعايش



((انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)) ما اعظم هذا الدين الذى بعث به رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم هذا الدين الذى ارسى مبادىء وقيم اذا ما تم تطبيقها ستكون نهاية للصراعات وبدايه للبناء الحقيقى الذى يحتاجه العالم باسره ،،،فان هذه الدعوة قد تجلت فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الدين المعامله )) فانه اراد ان يقوم ان قوام الحياه التى يبتغيها الله لاتباع دينه وعبيده هى فى معاملتهم وقد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كثيرا من احاديثه فمنها قوله ((من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه )) ووصيته فى حق الجار حيث قال ((مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه )) ودعوه الاسلام للحب بين افراده حيث قال  صلى الله عليه وسلم ((لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه )) ودعواه للترابط بين شتى فئات المجتمع وان اختلفت العقيده حيث يقول عز وجل((لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ((وغير ذلك من اخلاق قيمه فى شانها تغيير ما نحن فيه فمنها الايثار الذى وصف الله عز وجل اهله قائلا ((ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه ))  وغيرها وغيرها من الاخلاق التى نزل بها رسول الله وكانت سببا رئيسيا فى انتشار الاسلام الى اقصى بلاد العالم فى جنوب شرق اسيا والى اوربا فى الاندلس التى كانت منارة العالم الغربى فى عصر الجهل الذى كان سائدا حينها فى اوربا وكانت الرساله تصل عن طريق التجار المسلمين التى ظهرت اخلاقهم من خلال الامانه والصدق وعدم بخس الاسعار فكانت هذه التعاملات هى خير دليل على عظمة هذا الدين الذى يحمله هؤلاء العظماء الذين تربوا على يد محمد صلى الله عليه وسلم ............
ولكن واسفاه على حالنا فى هذه الايام حيث يروى ان امريكى فى دورى السله للمحترفين ((NBA  )) قال انه يريد ان يعلن اسلامه واختار احد الدول العربيه وان كنت لا ارغب بذكر اسمها الا اننى ساقول اختار مصر ليعلن فيها اسلامه ولكنه بعدما جاء ووجد تعامل المسلمين وخلقهم رحل ورفض دخول الاسلام معللا انه ان كانت هذه اخلاق المسلمين فلا ارغب بدخول هذا الدين ........ صلى الله عليه وسلم
نعم فهذه اصبحت اخلاقنا نسينا مبادئنا وقيمنا وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من اخلاق فهاهم التجار يبخسون الاثمان ويتلاعبون بالاسعار ولا يصدقون شيئا ويحتكروا البضائع ،،،وهاهم الناس وبعضهم البعض فالاخلاء يجلسون سويا وهم يكنون لبعضهم مشاعر الكراهيه والحقد ويغتبون بعضا وينتهكون حرماتهم والاخوه يخسرون بعضهم على الميراث الذى اصبح مطمع وتجاره لا دين نزل من فوق السماء السابعه فتجد النساء لا تاخذ حقوقها مما يجعل الفرقه تسود بين الاشقاء ،،،،وهاهم الازواج الذين لا يحسنون الى زوجاتهم ولا يقدروهن ولا يتقوا الله فيهم والزوجات التى لا تحسن الى ازواجها ،،والاباء الذين لا يحسنون الى ابنائهم والابناء العاقيين الذين نسمع عنهم ليلا نهارا يضربون ابائهم وامهاتهم او يضعوهم فى مصحات بلا رقه ولا رحمه وها هى معاملات الجيران المليئه بالمشاحنات لابسط الاسباب ولا يحترمون و يقدرون بعضهم البعض بل وان هناك مناطق لا يعرف الجيران بعضهم فالكل منغلقا على نفسه لا يرى الا مصلحته ونفسه فقط ولا احدثك على الظلم الذى استفحل وانتشر الى ان اصبح عاده متاصله فى مجتمعنا.......
اليست هذه الحقيقه فالعلاقات مخربه والبيوت تملاها المشاكل ولا يعرف احد معنى السعاده الحقيقيه ولكن السؤال هنا لماذا اصبحت حياتنا كذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والاجابه اقولها من وجهة نظرى الضيقه والمحدوده
1-اولا غياب الله تباركك وتعالى فى معاملاتنا فاصبح الكل يعامل البشر ولا يعامل الله ((نسوا الله فانساهم انفسهم))
2-ثانيا التكالب على الدنيا وعدم الرضا وغياب التوكل على الله فى كل شىء وظن الكثيرون ان ارزقاهم بيد اشخاص بعينهم  وانتشار الغيره والحسد التى لا تمت لاسلامنا فى شىء....
ولذلك حينما سئل الامام الحسن البصرى الذى كان يمتاز بهدوء طباعه وسكونه ودائما ما يرى حامدا شاكرا على العلم بان زوجته كانت تقسو عليه كثيرا وكان يقال عنها انها سليطة اللسان ولكنه لم يحمل هما او عناءا فساله اهله ياامام مالنا نراك ساكنا فقال لامور اربع وهما ان تحققوا فى شخص وجد حلاوة الدنيا
·         علمت ان رزقى لن ياخذه غيرى فاطمئن قلبى
·         علمت ان عملى لن يقوم به غيرى فاجتهدت فيه
·         علمت ان الموت ينتظرنى فاعددت الزاد والزواد لهذا اليوم
·         علمت ان الله مضطلع عليا فى كل حين فخشيت ان يرانى على معصيه
هذه هى اخلاق التابعين الذى توراثوها من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى علمت العالم معنى الانسانيه والرحمه الحقيقيه فقد تجلت فى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه  حين قال اذا فتح الله عليكم ارضا فلا تقتلوا شيخا ولا امراءة ولا طفلا ولا تقطعوا نخلا ...........الخ فكانت هذه هيا الدعوه دعوه الحياه والنماء والالفه التى بثها محمد صلى الله عليه وسلم فى اصحابه ...
وقد ظهرت هذه الدعوه متكاملة فى القصه التى رواها سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب حين قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا سيخرج عليكم رجلا من اهل الجنه فيخرج علينا رجل متوضا تبلل لحياه ثم ياتى اليوم الثانى ليقول رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخرج عليكم رجلا من اهل الجنه فيخرج نفس الرجل على نفس الوضعيه ويتكرر الامر فى اليوم الثالث فيذهب عبد الله الى الرجل ويخبره انه اختلف مع والده وانه يريد ان يستضاف ثلاثة ايام فقد كان يريد ان يعرف ماذا يصنع هذا الرجل فوجده لا يقصر فى الفرائض فقط ولكنه لم يجده يزيد فى شيئا فاوقف الرجل واخبره بالحقيقه وقال له ماذا تصنع فقال الرجل انك رايتنى لا اصنع من الامر بالكثير سوى انى انام على فراشى لا احمل لاحدا كره ولا بغض ولا حسدا ولا غيره !!!
سبحان الله انها حقيقه دعوة الاسلام للتعايش والالفه فمفتاح دخول الجنه يكمن فى صفاء القلوب وحسن المعامله والرضا بالمكتوب .....
فهذه كانت دعوة الاسلام الذى اتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق التى كان ان توسمها فيه احد دخل الاسلام لانه لا يجدها فى بشرلا قبله ولن ياتى فى احدا بعده .......ولكننا ان طبقنا حرفيا ما جائنا به محمد صلى الله عليه وسلم فاننا حقا سنكون مجتمع متكامل يسعى فيه الكل لارضاء الله ويجعله امام اعينه فى كل المعاملات فلا يظلم احد ولا يكره احد ولا يغير ولا يقهر فنكون بذلك طبقنا دعوة الاسلام الحقيقيه فى الحب الذى يضمن البناء والترابط.....
واخيرا اذكر قصة الاعرابى الذى ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يساله متى الساعة يارسول الله فقال له  صلى الله عليه وسلم وماذا اعددت لها فقال الاعرابى ما اعددت لها من كثير عملا سوى انى احب الله ورسوله فقال له محمد صلى الله عليه وسلم ابشر فانت مع من تحب يوم القيامه!!!
فهذا هو الحب الذى زرعه محمد صلى الله عليه وسلم فى اصحابه فكانوا نسيجا واحدا وصنعوا مجدا حقيقيا لازلنا نعيش على ذكراه الى يومنا هذا فلنتعلم ولو قليل عن حقيقة اسلامنا وعظمته ولنطبقه فى معاملتنا التى سترضى الله ويرضى بها الناس لنصنع مجتمعا متآخى مترابط ونعيد امجادهم التى افتقدناها كثيرا .............

والله نبغى ان يوفقنا
الفقير الى الله
لـــــــــــ أحمـــــــد خطابــــــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق